فصل: تاج الهند المكلل: أهل بيتي نواب شاهجهان بيكم مليكة بلدة بهوبال المحمية.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أبجد العلوم (نسخة منقحة)



.الباء الموحدة:

بدور الأهلة من ربط المسائل بالأدلة ف بغية الرائد في شرح العقائد ف البلغة إلى أصول اللغة ع بلوغ السول من أقضية الرسول ع.

.التاء الفوقانية:

تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ه.

.الثاء المثلثة:

ثمار التنكيت في شرح أبيات التثبيت ف.

.الجيم:

الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة ع.

.الحاء المهملة:

حجج الكرامة في آثار القيامة ف الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون ع حصول المأمول من علم الأصول ع الحطة بذكر الصحاح الستة ع حل الأسئلة المشكلة ف.

.الخاء المعجمة:

خبية الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان ع.

.الدال المهملة:

دليل الطالب إلى أرجح المطالب ف.

.الذال المعجمة:

ذخر المحتي من آداب المفتي ع.

.الراء المهملة:

رحلة الصديق إلى البيت العتيق ع الروضة الندية شرح الدرر البهية ع رياض الجنة في تراجم أهل السنة ع.

.السين المهملة:

السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم ع وهو القسم الثاني من هذا الكتاب: سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند ف.

.الشين المعجمة:

شمع انجمن در ذكر شعراء زمن ف.

.الصاد المهملة:

الصافية في شرح الشافية ف في علم الصرف.

.الضاد المعجمة:

ضالة الناشد الغريب من بشرى الكئيب في شرح المنظوم المسمى: بتأنيس الغريب ف.

.الظاء المعجمة:

ظفر اللاضي بما يجب في القضاء على القاضي ع.

.العين المهملة:

العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة ع العلم الخفاق من علم الاشتقاق ع عون الباري بحل أدلة البخاري ع أربع مجلدات..

.الغين المعجمة:

غصن البان المورق بمحسنات البيان ع غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري ه.

.الفاء:

فتح البيان في مقاصد القرآن ع أربع مجلدات فتح المغيث بفقه الحديث ه الفرع النامي من الأصل السامي ف.

.القاف:

قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل ع قضاء الأرب من مسألة النسب ع قطف الثمر من عقائد أهل الأثر ع.

.الكاف:

كشف الالتباس عما وسوس به الخناس في رد الشيعة بالهندية.

.اللام:

لف القماط على تصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط ع لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان ع.

.الميم:

مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام ع مراتع الغزلان من تذكار أدباء الزمان ع مسك الختام من شرح بلوغ المرام ف مجلدان ضخيمان منهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول ف الموعظة الحسنة بما يخطب به في شهور السنة ع.

.النون:

نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان ع نيل المرام من تفسير آيات الحكام ع.

.الواو:

الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم وهو القسم الأول من هذا الكتاب ع.

.الهاء:

هداية السائل إلى أدلة المسائل ف.

.الياء:

يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار ع.
وهذا آخر ذكر الكتب المؤلفة إلى هذا التاريخ.
قال المحقق: ويرمز حرف ع إلى أن المؤلف هو باللغة العربية وحرف ف بالفارسية وحرف ه بالهندية.
ثم اتفق أنه أتحف إلى حضرة السلطان المعظم: عبد الحميد خان- ملك الدولة العثمانية- تفسيره: فتح البيان في مقاصد القرآن وكتب إليه كتابا في ذلك فجاء إليه من بابه العالي المثال الغالي جوابا عليه مع نشان الدرجة الثانية المسمى بمجيدية ويقال له: ارنجي بالتركية.
وورد مكتوب من السيد: خير الدين باشا الصدر الأعظم مع كتاب: أقوم المسالك في أحوال الممالك هدية منه إليه وهذه نسختهما:
افتخار الأعالي والأعاظم مستجمع جميع المعالي والمفاخم صديق حسن خان- دام علوه- زوج سيدة المخدرات إكليلة المحصنات شاهجان بيكم- دامت عصمتها- التي هي من نوابة هند رئيسة خطة بهوبال اتصفت ذاته العالية الصفات بالأوصاف التي تمدح وتقبل لنا في حق كرامته اعتبار وتوجه سلطاني وقد سلمنا جنابه للدلالة على ذلك من جانبنا السني الجواب السلطاني قطعة نشان ذي الشان من الرتبة الثانية وأصدرنا إليه هذه البراءة العالية الشان حرر في اليوم العشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وألف. انتهى.
وقد هناه على ذلك جمع جم من أهل العلم وأرخ له المؤرخون من شعراء الرياسة منها: قصيدة الشيخ الأديب والسفير اللبيب: محمد حسن بن محمد إسماعيل الدهلوي المتخلص: بالفقير أولها:
تجلى لنا نور الهنا ووفى البشر ** ومن زهر أفنان الورى عبق النشر

وعندل طير الأنس في روضة المنى ** على فنن الأفراح وانشرح الصدر

وهذه القصيدة بتمامها مع الكتابة التي كانت على اسم حضرة السلطان محررة في تاريخ بلدة بهوبال المحمية- صانها الله وإيانا عن كل رزية وبلية بجاه نبيه المصطفى خير البرية صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه كل بكرة وعشية.

.السيد الصالح: أبو الخير مير نور الحسن خان الطيب.

ولد المؤلف الكبير- جمل الله الوجود ببقائه وعطر الأكوان بثنائه- ولد ببلدة بهوبال المحمية يوم الأربعاء قبيل طلوع الشمس في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف الهجرية ويوم ولادته هذا وافق يوم ولادة يونس بن متى- عليه السلام- ويوم فتح غزوة الأحزاب لنبينا- صلى الله عليه وآله وسلم- وحين ولد كتب أهل العلم تهاني كثيرة منهم: شيخنا وأستاذه القاضي: حسين بن محسن اليماني قال: هنا كم الله بالمولود السعيد وجعله من حملة القرآن والحديث المجيد ومنهم: الشيخ زين العابدين الأنصاري- قاضي بهوبال- حرر الكتاب وصدره بهذه الأبيات:
بشرى لقد طلعت شمس العلى وبدا ** بدر السيادة في أفق الكرامات

در من البحر بحر العلم قد ظهرا ** نور تفتح من روض السعادات

أبقاه رب الورى بالصالحات معا ** وأنبت الله سعدا خير إنبات

قال: وقد قلت عند حصول هذه النعمة وورودها ما كانت العرب تقوله عند التهاني بمولودها:
مد لك الله في الحياة مدا ** حتى ترى نجلك هذا جدا

كأنه أنت إذا تبدى ** شمائلا محمودة وعدا

هناكم الله مولده وقرن بالخير مورده وأطال عمره وأسعده وجعله مقربا في جنابه ورباه في ظلال السادة أهل كتابه.
وكتب الشيخ الأديب: علي عباس الجرباكوني رسالة فيها:
نصدر إليكم المسطور للتهنية والتبشير بالولد الصالح الفاقد النظير وأرجو من الله أن يكون عالما بارعا وإماما نافعا وأميرا عادلا وكريما باذلا وقد وجدت له اسمين دالين على تاريخ ميلاده ظهير الإسلام ونظير حسن وقلت أيضا:
ليحبني بحت الوداد وسنحته ** لا زال يصطاد الخلائق فخنته

أعطاه معبود السماء وأرضها ** ولدا منيرا ضحه أوفخته

قد قال لي أرخ وسر الأفئدة ** قد قلت تاريخا يا كرم بخته

إلى غير ذلك مما هنأ به جمع جم من أهل العلم والوداد وقد وقع- لله الحمد- كما هنوه به فإنه قد نشأ على الصلاح والطاعة ونمى في شغل العلم بقدر الاستطاعة وبرع في الذكاء والفطرة على الأقران وحاز من التقوى والفضائل- مع حداثة سنه- ما عجز عنه الأعيان.
تتلمذ على جمع من أهل العلم الحاضرين ببلدة بهوبال المحمية الملازمين للرياسة العلية.
منهم: الشيخ العالم المفتي: محمد أيوب والشيخ الفاضل المولوي: أنور علي المراد آبادي والمولوي: إلهي بخش الفيض آبادي والمولوي الكامل القاضي: محمد بشير الدين العثماني القنوجي والشيخ العالم: محمد بشير السهسواني وشيخنا العلامة المحدث: حسين بن محسن الأنصاري اليماني وهذا العبد الفاني الجاني وهو الآن في كسب الفضائل والعلوم المنطوق منها والمفهوم.
له بعض تأليفات نفيسة:
منها: رسالة النهج المقبول من شرائع الرسول وكتاب: عرف الجادي من جنان هدي الهادي وهما في فقه السنة حررهما تحريرا بالغا وتذكرة في شعراء الفرس سماه نكارستان سخن وتذكرة أخرى في شعراء الهند وتعليقات على بعض العلوم الآلية وهو المقصود الأول والوجود الثاني لمحرر هذا الكتاب أثبت ترجمته أولا في كتابي: إتحاف النبلاء وثانيا في تذكرتي للشعراء المسماة: بشمع انجمن وهي أيضا محررة في صبح كلشن وغيره وجمعت له من الكتب النفيسة العزيزة الوجود خزينة ومن الأموال المحللة عدة يعيش بها عيشة رضية- إن شاء الله تعالى- وهو المخاطب من جهة الرئيسة المعظمة: بالخان والملحوظ بعين الشفقة الزائدة على الأقران له شعر حسن بالفارسية وكلام بليغ في العبائر الأدبية- أدام الله سعده وأطال حياته ومجده.

.السيد الشريف: أبو النصر مير علي حسن خان الطاهر.

ولد المؤلف الصغير ولد ببلدة بهوبال المحمية ونشأ بها في أرغد نعمة وأطيب أمنية وكانت ولادته هذه يوم الخميس رابع الربيع الآخر من سنة 1283، ثلاث وثماني ومائتين وألف الهجرية ذكرت له ترجمة في كتابي: إتحاف النبلاء وهي محررة أيضا في شمع انجمن تذكرة الشعراء.
قرأ الفارسي على الحكيم المولوي: محمد أحسن البلجرامي- مؤلف ارتنك فرهنك- وأخذ الصرف والنحو وهو يكتسب الآن بقية العلوم له ذكاء وفطنة وهمة وسعادة عظيمة يتدرب في الشعر حرر تذكرة لشعراء الفرس وسماها: صبح كلشن وإليه ينسب: شرح المرقاة في المنطق الذي استفاده من المولوي: إلهي بخش الفيض آبادي يحفظ من النظم العربي والفارسي قسطا كبيرا له حواش على مؤلفاتنا كما هي لأخيه ورسالة في: حكم التقليد كما لأخيه في الاجتهاد وقد طبعتا لهذا العهد في مطبعة الجوائب بالقسطنطينية وعليه شفقة عظيمة للرئيسة المعظمة وهي التي خاطبته: بالخان وأعطته من المعايش ما يكفي لمؤون الزمان وكذلك هو أحب أولادي إلي- وإن كان قليل الاعتناء بالعلم وبما لدي- لكن أرجو ربي أن يجعله من أهل العلم وخلص عباده ويخصه باعتمال مرضاته ومراده وما ذلك عليه بعزيز وكم دعوت له ولأخيه وأخته في الحرمين الشريفين وأماكن الإجابة وظني أن دعواتي قد حلت- إن شاء الله تعالى- محل القبول والاستجابة ولا عبرة بحركات عهد الصبا إنما العبرة بما يستقر عليه الحال عند الانتهاء- أحسن الله إلينا جميعا فإنه سبحانه كان بصيرا سميعا.

.علماء بلدة بهوبال المحمية:

أي الواردين بها الملازمين للرياسة العلية وهم كثيرون- وإن كانوا غرباء من بلاد شتى- وقد حوى تراجمهم كتاب: تاريخ بهوبال الذي حرره بعض الفضلاء وحالتهم الراهنة وصفتهم الحاضرة تغني عن ذكرهم في هذا الكتاب ومؤلفاتهم الموجودة بين ظهراني الطلبة تنبئ عما في الباب كيف والفضل لا يخفى على الفضل والفرض لا يشتبه بالنفل.
ولكن لا بد هاهنا من ترجمة مليكة هذه الرياسة فإنها التي جمعت هؤلاء وهم الذين اجتمعوا على سدتها الرفيعة مستجدين للعطاء وهذه ترجمتها- أدام الله تعالى رفعتها وأطال عصمتها.

.تاج الهند المكلل: أهل بيتي نواب شاهجهان بيكم مليكة بلدة بهوبال المحمية.

ومالكة رياستها العلية- جمل الله الوجود ببقائها- المخاطبة: بالرئيس البطل الأعظم من الطبقة العليا للكواكب الهند ولدت بحصن إسلام نكر على ثلاثة فراسخ من بهوبال في سنة 1254، وجلست مجلس أبيها بالاستحقاق من غير شقاق وهي ابنة تسع سنين في الخامس عشر من شهر الله المحرم سنة 1263، وأتت إليها خلعة فاخرة من جهة ملكة البرطانية- حاكمة الهند والإنكلند- وربت في حجر أمها: نواب سكندر بيكم وحصلت الفنون الفارسية وتعلمت الخط والكتابة واستفادت سليقة الرياسة والسياسة حتى برعت في ذلك على الأقران وامتازت بينهم في القدرة على ترجمة القرآن وتحرير الرسائل الدينية وتقرير المسائل الدولية جامعة للفضائل الدنيوية والأخروية يضرب بها المثل في: الذكاء والحفظ والكرم والرحمة والجود فهي إنسان عين الشهود وعين إنسان الوجود.
لما بلغت من العمر اثنتين وعشرين سنة فوضت عنان الرياسة إلى يد اقتدار أمها واكتفت لنفسها بولاية العهد وهذا غاية الهمة والجود فإنه لا يسمح بذلك إلا القليل النادر وحين توفت والدتها الشريفة في شهر رجب من شهور سنة 1285، جلست على مسند الرياسة وشرفت محل السياسة من جهة الأبوين ثم تزوجت بي في سنة 1288، بعد ما أجازته بذلك السلطنة البرطانية في عهد حكومة لارد ميو حاكم الهند- نزيل دار الإمارة: كلكته- وتاريخ هذا العقد: بتعمية العدد الواحد وأخرى تحبونها ويا له من تاريخ ينبئ عن حسنات الدارين.
أما الأولى: وهي حسنة الدنيا فعموم النفع الذي سألت سيوله بهذا السبب.
وأما الثانية: فهي حب عقبي الدار وفي نحو هذا المحل يقال: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
ثم إنها سافرت في شهر رمضان إلى بندر ممبيء في سنة 1289، وهناك حصل له الخطاب العالي من الدرجة الأولى والنشان السلطاني المعنون بقلم الوزير الأعظم الذي يقال له: ممبراف دي امبرئيل آردر أف دي كرند كمندر اشتاراف إنديا ورجعت قريرة العين بإعزاز خاص واختصاص عام إلى دار مملكتها.
وسافرت بعد ذلك في أواخر ذي قعدة سنة 1292 الهجرية إلى دار الإمارة: كلكته ولاقت بها برنس: اف ويلز- أكبر أولاد ملكة إنكنلد وولي عهدها-.
وقد عظمها تعظيما بليغا وأعطاها تمغة نبيلة وتحائف جليلة من التي تعمل بإقليم إفرنج.
وكذلك لاقت قبل ذلك أخاه: برنس ايدنبرا ورأت من تلقائه تشريفا كبيرا وأرسل لها من لندرة أشياء نفيسة وكنت رفيقها في هذه الأسفار- كما جرت بذلك العادة-.
ثم سافرت أخرى إلى دهلي في سنة 1294، وحصل لها النشان القيصري العظيم الشأن المكتوب عليه العز من الله.
وأعطاها كورنر جنرل سيفا فرنجيا مع نطاق مطلي وصندوق محلى- وهو موجود عندنا نربطه في المحافل- ورجعت قرينة السرورة العظيم راقية على مقام كريم وفي هذا الاحتفال الكبير والجمع الغفير الذي حضر فيه رؤساء الهند جميعهم قاصيهم ودانيهم ولا يلفى له نظير في الأزمنة الخالية على هذه الحالة تقرر لنا ضرب سبعة عشر مدفعا من جهة ملكة إنكلند في جميع أرضها المعمولة فيها عند ورودنا وصدورنا في تلك البلاد ثم جاء لها خطاب آخر لفظه: كرون أف إنديا وترجمته: تاج الهند وفي هذا العام الحاضر- أعني سنة 1296 الهجرية- ورد مثالان عظيمان على اسمها الشريف مع نشان الدرجة العليا التي يقال لها شفقت من جهة السلطان المعظم مالك رقاب الأمم: عبد الحميد خان- ملك الدولة العثمانية- خلد الله ملكه وجعل الدنيا بتمامها ملكه وهذه عبارتها مترجمة.
والحاصل: أن مليكة بهوبال المحمية زمانها هذا زمان السعادة وأوان ترقي العلوم وموسم المسرة والرفعة لكل خادم ومخدوم كيف وهي تاج الهند ورأس الرؤوس؟ وقد قيل في المثل السائر: لا عطر بعد عروس وهي التي عمرت الديار بعد خرابها وأحيت المدارس العلمية بعد دروسها وتبابها وبنت المساجد العظيمة وقررت الوظائف الفخيمة وحفرت الآبار وغرست الحدائق والأشجار وأحدثت العمائر الكبار وأكرمت الصغائر والصغار وأحيت السنن وأماتت البدع وقلعت أسباب الفجور والفسوق وأخمدت نار الصبوح والغبوق وطهرت الديار عن أدناس الإشراك والمحدثات.
وأسبلت ذيول المنح والعطايا على أهل المكرمات وجمعت من نفائس الكتب- على اختلاف أنواعها وتباين علومها- ما يعظم قدره ويجل وصفه وأعطت الطلبة ألوفا من المصاحف والرسائل الدينية مجانا ولم تحرم من نوالها وجودها إنسانا وأوقفت أرزاقا كثيرة على الفقراء والمحاويج وقررت لهم وظائف جمة من النقود والغلات ولا تزال تعطي العفاة والواردين بمملكتها من الحجاج والغزاة والمسافرين والطلبة والمساكين من الأموال والأقمشة والبيوت ما يعسر حده ويطول عده.
إلى أن سالت سيول فيوضها العامة لكل حاضر وبادي وجالت خيول جودها في كل بادية ووادي وأمن الناس في ظلها الوارف من كل خوف تالد وطارف تتحرى الصدق والصواب في كل إياب وذهاب وتقيم الصلاة والصوم عند كل يقظة ونوم لها يد عاملة في النظم فارسيا كان أو هنديا ويمنى جارحة في النثر إنشاء سويا ونظمها مضبوط في ديوان الشعر وفي تذكرة الشعراء وقد حرر ترجمتها جمع جم من عصابة الأدباء.
وبالجملة: فقد جاءت في هذا الزمان الأخير والدهر الفقير جامعة للفضائل التي قلما تجتمع في رجل فضلا عن النسوان حاوية للفواضل التي قصر دون تبيانها لسان الترجمان وهذه ذرة من ميدان مناقبها العلية وقطرة من بحار مكارمها الجلية.
فلنقتصر هاهنا على هذا القدر النذر فإن المقام لا يتسع لذكرها على وجه الكمال- أدام الله أيامها وسخر لها الدنيا تمامها وجعل آخرتها خيرا من الأولى وأولاها مزرعة للأخرى إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
قد تم- بعون الله تعالى وحسن توفيقه- الجزء الثالث من كتاب: أبجد العلوم على يد كاتبه الفقير: علي حسين- غفر الله ذنوبه وستر عيوبه.